ما الذي يدفع الموظف للرغبة في الاستمرار بالعمل ضمن شركتك؟إن كنت تشغل منصب إداري في أي منظمة وتسعى لفهم أساسيات الإدارة التي تضمن بقاء موظفيك ذوي الكفاءات العالية معك دون أن تفقدهم، لابد من إدراك كيفية التعامل معهم بشكل فعّال، ومعرفة العوامل التي تحفّزهم على الاستمرار في العمل بكل إخلاص، بالإضافة إلى العوامل التي قد تدفعهم لاعتبار مؤسستك خيارهم الأخير.
ما العوامل التي تحفز الموظف على الاستمرار والعمل ضمن شركتك؟
كثير من العاملين يبذلون مجهوداً كبيراً في أماكن عمل متنوعة، ولكن يكون الدافع وراء ذلك ليس شغفاً بالعمل نفسه، بل يهدفون إلى تحسين مهاراتهم وإتقانها بهدف الوصول إلى سيرة ذاتية إن الدافع وراء نقل مزايا موقع العمل الممتازة وتقديمها في بيئة جديدة، ثم الرحيل نهائياً من الوظيفة الحالية، يثير التساؤل عن الأسباب التي تحفز الأفراد لاتخاذ مثل هذه الخطوة.
عادةً ما يعتقد المختصون أن العاملين لا يغادرون عملهم أو أماكنهم، ولكنهم في الحقيقة يتركون قادتهم أو مدرائهم المباشرين. وهذا الأمر يكون له بعض الصحة، خاصةً عندما نتحدث عن البيئات الوظيفية السلبية أو القيادات التي تدفع بالمواهب القيمة إلى البحث عن فرص في مكان آخر. وبالرغم من أنه لا يمكن لجميع الشركات أن تصل إلى حد فصل جميع المدراء الفاشلين، إلا أن ). مدير سيء هي تمتلك إمكانيات، ولكن إذا ما قامت بتطبيق بعض الخطوات المدروسة، ستتمكن من المحافظة على كوادرها المهنية.
الدعم
كشف الموظفون في العديد من الشركات بأن الدافع الرئيسي لهم للمثابرة في وظائفهم ينبع من الحصول على الدعم المناسب من المؤسسة والإدارة التي يعملون بها. ولا ينبغي لك الاستغراب من هذا الأمر، لأنه من الأمور الطبيعية أن تسود الالتزام والرضا الوظيفي عند توفير دعم قوي وإيجابي للموظفين.
وإنما الأكثر أهمية، هل يجب توفير الدعم الشامل من المنظمة نفسها أم التركيز على دعم المدير الفوري؟ أفاد العديد من الناس بأن وجود دعم قوي من المدير المباشر يُعد أمراً حاسماً لأنهم يتفاعلون معه يومياً. ومع ذلك، تظل الحاجة قائمة إلى وجود الدعم من المؤسسة نفسها، فهناك العديد من القرارات والأعمال التي لا يمكن للمديرين تنفيذها دون موافقة المؤسسة أو دون أن تكون جزءاً من سياساتها وقوانينها.
التحفيز
على المؤسسة أن تشجع موظفيها لتعزيز ولائهم للعمل، إذ أن البيئة الداعمة والمحفزة تُمكِّن العامل من تقديم أفضل ما لديه وتُبرز قيمته وأهميته للمؤسسة.
أوضحت البحوث أن زيادة فاعلية العمال داخل الشركات ترتكز على الحوافز المقدمة لهم، فهي تمنحهم شعوراً بالاستقرار والتكريم.
البيئة الصحية للعمل
إن لم تتح للعاملين ظروف عمل ملائمة، فلن يصبح باستطاعتهم إنجاز مهامهم على الوجه الأكمل، والمراد هنا لا ينحصر في مجرد المساحة والسكينة، وإنما ينبغي أيضًا أن توفر الأجواء المحيطة حافزًا للنمو والإبداع، وأن تكون مشحونة بالكلمات البناءة التي تبعث الأمل لا تلك التي تبث اليأس وتخمد العزائم.
تؤدي الأجواء المناسبة في مكان العمل إلى زيادة الشعور بالمسؤولية لدى الموظفين نحو تحقيق أهداف الشركة أو المنظمة التي ينتسبون إليها.
تحقيق أهداف المؤسسة
بطريقة ما، تتقاطع أهداف الشركة مع مصالح الموظفين فيها. ولتشجيع الموظفين على الالتزام وزيادة الإنتاجية، تقدم بعض الشركات جزءاً من أرباحها للعاملين بهدف تحفيزهم على بذل المزيد من الجهد لزيادة الأرباح، مما يمكنهم من الحصول على حصة أعلى كل عام.
الموضوع لا يتعلق بالمال وحده، بل هناك زيادة في الشعور بالولاء للمكان وتحسين لقدرات العاملين، الذين يبذلون جهودهم لتكون مؤسساتهم الرائدة في المجال وأمام المنافسين في سوق الوظائف.
الشعور بالرضا الوظيفي
إن كنت تصبو إلى المحافظة على الكوادر المهنية ذات الكفاءات العالية، من الضروري أن تسعى لتحقيق الرضا الوظيفي لديهم. هذا الرضا يتجلى في شعور العاملين بالامتنان نحو عملهم وما يتقاضونه من مزايا، سواء أكانت هذه المزايا مادية أم معنوية، حيث يعتبر كل منها مهماً بقدر الآخر.
لماذا يترك الناس وظائفهم؟
لا يُعَدُّ الإقدام على مغادرة العمل من القرارات التي تتسم بالبساطة بالنسبة لأي عامل، إذ يحمل العديد من الأشخاص مخاوف من تجربة المستجدات العملية والخروج من الدائرة التي اعتادوا على الشعور بالأمان والاطمئنان فيها، أو يرهبون من أن تحمل لهم الوظيفة الجديدة ظروفاً أقل جودة مقارنة بالسابقة. وتنحصر العلل المحرضة على مثل هذا القرار ضمن فئتين أساسيتين:
أسباب تتعلق بالموظف
سيكون من غير العدل التناول لأسباب عزوف العاملين عن أعمالهم محصورةً في فشل الهيئات دون الإشارة للعوامل المتعلقة بالعاملين أنفسهم والتي تشمل:
- يمكن أن يأتي عدم الاكتفاء من العمل نفسه بسبب شعور العامل بالضجر أو أن مهاراته تتجاوز متطلبات وظيفته، وهذا يدفعه للتنقيب عن شغفه الأصيل. كما قد يكون الشعور بعدم التقدير الشخصي أو غياب الفرص للارتقاء والتحسين من الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشعور. .
- يواجه بعض العاملين تحديات في إدارة الوقت بين مهنتهم وحياتهم اليومية، مما قد ينجم عنه حالات من الضغط النفسي والإجهاد البدني، الأمر الذي يؤثر سلبًا على أجواء المكان المهني، ويجعل الفرد عاجزًا عن الأداء الفعال في مختلف الأصعدة.
- يعتقد عدد من العاملين أن الراتب الذي يحصلون عليه لا يتناسب مع مهاراتهم وآمالهم، إلا أنه يتوافق مع الراتب الاعتيادي المخصص للمنصب الذي يشغلونه.
- يقوم البعض من العاملين بالاستقالة الفورية من وظيفتهم فور الحصول على فرصة عمل تفوق تلك الحالية من مُستخدم جديد. .
- قد يجد العامل نفسه مضطراً للاستقالة من منصبه لظروف خاصة به، كالتزامه بالعناية بأحد أقربائه أو الانتقال والسكن في مدينة أخرى تبعد عن مقر عمله. .
أسباب تتعلق بالعمل
تتعلق بعض الأسباب بطبيعة العمل والإدارة ومختلف الجوانب المرتبطة بها، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- تدني مستوى الإدارة الذي قد ينتج عن كون المسؤول غير مؤهل أو ظالم أو يفتقر إلى دعم العاملين. .
- العيش ضمن بيئة عمل مضطربة تجعلك في حالة قلق دائم وتضطر للحذر في تعاملاتك مع الآخرين.
- غياب الفرص المتوفرة للتعلم والتقدم المهني في مجال العمل. .
- إرتفاع حمل الأعمال الملقى على كاهل الموظف بشكل كبير، وهو ما ينجم عنه الشعور بالقلق والإنهاك. .
- بعض الشركات لا تبدي الاعتراف الكافي بجهود عامليها، مما يؤدي بهم إلى عدم الأداء بمستوى مرتفع، سواء كان ذلك على صعيد الراتب أو المكافآت أو الثناء وإبراز الإنجازات.
قد تتشابه الدوافع لدى العاملين الذين يفكرون في الانسحاب من وظائفهم، والتي تشمل أسباباً شخصية وأخرى تتعلق بالعمل، لكن في النهاية تؤدي إلى قرار واحد. لذا، يجب أن تبذل جهوداً للمحافظة على العناصر التي تسعى للاحتفاظ بها في شركتك بضمان رضا الموظفين عن مكان عملهم.
بعد أن تعرفنا على ما العوامل التي تساهم في رغبة الموظف في الاستمرار بالعمل ضمن شركتك؟يجب أن تكون على وعي بأن هناك ظروفاً قاهرة قد تحدث وقد لا تمنحك الفرصة لتغيير مواقفك أو الحفاظ على موظفيك. لذا، اضبط خططاً لتطوير شركتك وتأكد من التفكير في خيارات بديلة يمكن تفعيلها بسرعة واللجوء إليها عند الضرورة، في حال اصطدمت بأشخاص لا يرغبون في العمل معك.
